من يتاجر بالاستعباد

ابراهيم ولد اعبيد نائب رئيس حركة إيرا في موريتانيا

مساهمة سريعة في تقييم النضال ضد الاستعباد في موريتانيا

لكل موريتاني الحق بل يجب عليه ( كفرض عين) أن يساهم في مكافحة العبودية و محو آثارها و ردم الهوة الكبيرة التي وضعتها الأنظمة المتعاقبة بين فئات هذا المجتمع و إثنياته، لكل الحق في أن يبادر كما يشاء وأن يحفر في ذهنه حتى يخرج أهم الأفكار المؤدية إلى رأب الصدع و تجاوز الماضي المؤلم …

 

لكن من غير المقبول أن تبدأ المبادرة بتجاهل جهود الآخرين و تضحياتهم المعروفة, و التي لا يقول أحد إنها كاملة أو كافية أو أنها عديمة الأخطاء.

 

كما أنه من غير المفيد البدء باستخدام اللغة السوقية لوصف خطاب ما بما تصفه به المخابرات والمتعفنين من أشبه المثقفين الذين يجدون فيه تهديدا لشرفهم المبني على تزوير التاريخ
نعم ربما يكون لنضالنا أخطاء و هفوات ( أرجو أن لا تُحذف كلمة  » ربما « ) لكن لا يمكن لأي مكابر أن ينفي النتائج الكبيرة التي أدى إليها هذا النضال ,,حيث خرجت القضية إلى النور و اهتزت دعائمها الفكرية (فقه النخاسة) و الاجتماعية و تغيرت العقليات و سقطت الأقنعة أُرعب ملاك العبيد و أُدخلوا السجون ـ رغما عن النظام الاستعبادي ـ و أرغم الجميع على الكذب و التنكر لما كان بالأمس مفخرة عندهم و مقياس للشرف.و أصبح الاستعباد عار بعد أن كان مفخرة للفتيات و الفتيان.

 

أصبح لحراطين في مناصب سامية ـ حتى و إن كان ذلك إلى حد الآن على سبيل التلوين ـ لكنه تلوين فرضه نضالنا و سجننا و حرماننا… أصبحت موريتانيا معروفة حسب السيد « غوغل » على أنها الدولة الاستعبادية الأولى في العالم … للأسف الشديد … و الذنب ذنب الأحكام و الأنظمة الاقصائية التي تعاقبت على الكرسي منذ الاستقلال و التي فضلت النكران و الغبن على مواجهة الواقع بجد…

 

أما ما تحقق لصالح العبيد ولحراطين حتى اليوم فبفضل سنين الجفاف ( 1972 ـ 1980) ـ الطبيعة أولا ثم بفضل حركة الحر والحركة الوطنية الديمقراطية و حزب العمل من أجل التغيير و نجدة العبيد و بفضل إيرا خاصة، بفضل جهود أقوام من مختلف الفئات، منهم من قضى نحبه و منهم غير رأيه و منهم من ينتظر الفرصة.

 

لا يمكن لأحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان أن ينكر ما قدمت إيرا من جهود و تضحيات في هذا الشأن و ما زالت تدفع الثمن حتى اليوم و هذا لا يعني أنه ليست ثمة أخطاء كأي عمل بشري.. أما المستفيدين من هذه الجهود ـ ماديا ـ الذين بنوا الدور في الأحياء الراقية و بدلوا جلودهم بزواج السر مع (الحرائر) فقد تنكروا لأسمائهم و أصولهم و قضيتهم حتى لجأ إليهم النظام للتلوين بهم فأصبحوا يتقلدون الوظائف السامية ويشربون دماء المناضلين الذين ضحوا بحياتهم و راحتهم و استمتاعهم.

 

أنذال يتجرؤون على التحدث على الشاشات و يفترون على الله الكذب، نحن نحترم كل مبادر و كل من يريد أن يدلو بدلوه في المعركة المصيرية التي نقودها ضد قوى الشر و المتاجرين بالشرف و المكابرين والحَكم بيننا هو الميدان، فمن يريد أن يسحب البساط من تحتنا فعليه أن يقدم أكثر مما قدمنا و لن ننتظر لحظة بالتهنئة و التثمين إن رأينا الأفضل

 

لكن لابد أن نرى إنجازات ملموسة على الأرض تحسن مستوى التمدرس و خدمات الصحة و الدخل الفردي لشرائح واسعة حرمت المال السهل و منعت من خدمات الدولة و يواجه أنينها و تضجرها الضرب و السحل و التنكيل و السجون و المحاكمات الصورية…

قد تتغير مواقف الرجال لكن الحقائق المرة هي اننا في بلد استعبادي و مجتمع جاهلي و لنا نظام يقول الكثير و يفعل القليل القليل و يريد أن يحمد بما لم يفعل.

Source : alakhbar.info