في العنوان شيءٌ من القسوة والتشاؤم؛ وقد يرى فيه البعض إثارة وحساسية. لكن السؤال عن وضع البيضان ومستقبلهم، أصبح مبحثا بالغ الجدية والوجاهة ولَمْ يَعُد يفاجِئُ أحدا. لا لصعوبة المرحلة التاريخية التي تعيشها هذه المجموعة الشعبية وما يواجهها من تحديات سياسية وديمغرافية وإستراتيجية وحضارية فحسب، وإنما لكثرة انتشار هذا السؤال وأمثاله بين الناس.
فمصير البيضان ودولتِهم وحضارتِهم ومركزِهم السياسي والديمغرافي… وإلى أين يسيرون؟ وهل ينقرضون؟ وما مدى استفادتهم من الدولة والأرض؟ وما هي حصونهم وضماناتهم؟ ومن يتكلم باسمهم ومن يدافع عنهم؟… إشكالاتٌ باتت تـُطرح يوميا من قِبل أفراد هذه المجموعة، شبابا وشِيبا، رجالا ونساء، مثقفين وبسطاء، تصدُر من قلوبهم وعن قرائحهم، بنفس النبرة البسيطة والعميقة في آن واحد.
فهل يواجه البيضانَ مِن التحديات والمخاطر ما لا يواجه غيرهم؟ وهل يتناقض طرح مثل هذا الموضوع مع الطرح الوطني ومفهوم المواطنة الذي تقوم عليه الدولة الحديثة؟
هل من المفيد أو مِنَ الممكن تغطية هذه الهواجس والحقائق التي تلُوح اليومَ بقوة في سماء موريتانيا، أَمْ أنَّ مِنَ الأنْسَب طرح الموضوع وإنزاله إلى الأرض ومعالجته بشكل واعٍ ومسئول قبْلَ أنْ يَعْبَثَ به العابثون والمرتزقة والأجانبُ واللا مسؤولون؟
Lire la suite →