تحت عنوان:لحراطين والتمثيل السياسي في أفق الاستحقاقات القادمة، نظم ميثاق الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحراطين مساء امس الجمعة 20 يوليو 2018 بمقر نجدة العبيد ندوة تشاورية حول واقع و مآلات قضية الحراطين و سبل حلحلة هذا المعضل الذي يجمع جل المراقبين و قادة الرأي السياسي أنه سيظل بؤرة توتر اجتماعي قابلة للانفجار في أية لحظة ما لم تحل من جذورها.
و بحضور جمع من رؤساء الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والناشطين الحقوقيين والصحفيين،
تم افتتاح الندوة بايات من الذكر الحكيم ، ثم كلمة ترحيبية لرئيس الميثاق الاستاذ/ العيد محمدن امبارك، وفد تضمنت الكلمة الظروف السياسية التي تتنزل فيها الندوة و الأهداف المرجوة من ورائها.
كما تحدث عن التمثيل السياسي لمكونة لحراطين من خلال عدة أبعاد هي:التعليم، المساواة، والوحدة الوطنية التي تعني المساواة في التمثيل السياسي و العدالة على المستوى البيروقراطي و ليس المحاصصة على أساس فئوي أو لوني أو عرقي وأكد أن الميثاق من أجل ولجميع الموريتانيين .
وقد تم تناول موضوع الندوة من خلال محورين اساسيين تناول المحور الأول مظاهر اختلال التمثيل السياسي في موريتانيا(تمثيل لحراطين نموذجا) تحدث عنه الأستاذ / محمد ولد رازگه الذي اعتبر أن من كان مستعبدا ومن كان سيدا لايمكن لتمثيلهما أن يتساوى لعدة أسباب منها العبودية ثم بعد الإقصاء الممنهج الذي تم تكريسه منذ نشأة الدولة الموريتانية حيث تم تغييب مكونة لحراطين ردحا من الزمن،و لن تبدأ تتلمس خطواتها الأولى على درب النهوض الاجتماعي و تتجاوز حقب التهميش و الإغتراب، إلا بعد ذلك بعقود من النضال السياسي و الحقوقي.
و من الأسباب كذلك ذكر الأستاذ العامل الافتائي الذي كرس قيم و ممارسات إقصائية ضد هذه المكونة، لا تزال حتى الآن هي التي تعيد صياغة المخيل الديني/الثقافي و النظرة الاجتماعية لهذه المكونة.
ليخلص إلى أن التمثيل السياسي لمكونة لحراطين لابد له من إرادة سياسية واعية لأبعاد الموضوع و نظرة استشرافية تضع نصب الأعين ضرورة تجاوز هذا القضية بحلول جذرية تقطع مع الترقيعات و السياسات الإطلائية العجولة.
اما عن المحور الثاني المتمثل في الحلول المقترحة والمقاربات فقد تحدثت المحامية عيشة السالمة المصطفى مؤكدة أن المشاركة السياسية لأي مكونة لايمكن الحديث عنها دون الحديث عن المشاكل السياسية والاقتصادية التي تعاني منها، ومشاكل لحراطين في نظرها هي:التعليم، عدم توفير الضمان الاجتماعي، و تراكمات الماضي الاجتماعي الأليم الذي جعل لحراطين في مؤخرة الركب.
والحلول بالنسبة لها على المدى الطويل هي:
-توفير التعليم ليس فقط بوجود المدارس وانما بوجود المدرسين كذلك.
-توفير الضمان الاجتماعي.
بعد ذلك فتح مجال المداخلات من أجل النقاس وقد اثرى الحضور الموضوع وقد تعددت آراؤهم و زوايا نظرهم لهذه القضية، لكنهم أجمعوا على ضرورة حلها في أسرع وقت إذ لا يرون نهضة أو تنمية ممكنة في ظل إقصاء و تهميش هذه المكونة العريضة من المجتمع الموريتاني.
وفي الاخير اختتمت الندوة على أمل أن تجد هذه بالتوصيات أذانا صاغية من الجميع واياد أمينة من أجل تجسيدها على أرض الواقع خدمة لموريتانيا عادلة ومتصالحة مع ذاتها.
انواكشوط في:2018/07/21