حذار من المتاجرين بالبشر
الشباب ومخاطر الخطوات الأولية في النشاط السياسي
يقول المثل الحساني « الشوكه ادكوم من بدايتها امحد »، بتعبير آخر بوادر شخصية الإنسان تظهر عليه ملامحها في سن مبكرة. يلاحظ بعض علماء النفس ان جل القادة المشهورين كانوا هم قادة مجموعاتهم العمرية في سن الطفولة. ويذكر هنا العامل الوراثي في هذا المجال.
ويمر الإنسان منذ ولادته وخلال مختلف مراحل حياته باختبارات جمة تقوي او تضعف من بنية شخصيته. ومن اصعب هذه الاختبارات النشاط السياسي وقيادة العمل الاجتماعي والعائلي في محيطه الجغرافي. وهكذا يبرز تدريجيا من بين كل مجموعة عمرية: رجال(او نساء) ذو شخصية صلبةاو ضعيفة ، صدوقة او العكس في معاملاتها مع الآخرين ، شجاعة او العكس امام المخاطر ، ملتزمة او العكس مع نفسها في مواقفها….
وكثيرا ما يربي الذين حظيوا بالاخلاق الحميدة اولادهم على ما تعلموا من اسلافهم والعكس صحيح .
واكبر اختبار يعيش شبابنا كان هو المسلسل الديمقراطي الذي بدآ في بلادنا منذ ما يزيد علي ثلاثة عقود. تعتبر المنافسة السياسية في فترات الانتخابات موسما بامتياز للمتاجرة بالاشخاص. هنا برزت قوي معارضة وقوي موالية للسلطة الحاكمة في كل فترة. وكان التجاذب متبادل. هاؤلاء اليوم معارضين وغدا موالاة. كان كل نظام يستخدم التهديد والاغراء لكسب الناس. وكانت المعارضات المختلفة تعمل جادة على مقاومة تلك الاساليب المجحفة لها.
ففي صفوف كل نظام رجال مقتنعون بطبيعته واهدافه. واخرون يدورون حول كل النظم مهما اختلفت طبيعتها وأهدافها. وتضم المعارضة اي معارضة اناس يؤمنون بها واخرون في حالة غضب او تظاهر مؤقت بذالك علي نظام ما.وتعتبر الفئة التي تدور حول كل النظم هي اخطر الجماعات نظرا لعدم تحليها باي اخلاق مبدئية . فاصحابها يتصرفون بوقاحة وكثيرا ما في الخفاء من اجل بلوغ اهداف شخصية انية بدون أي مبالاة بالتأثيرات المدمرة علي مجموعة ما أو على شخصية بريئة ما او حتي علي كافة البلد.
وعلى الشباب ان يعي ويحذر خصوصا من كل من لا يبالي بمصير بناء شخصيته. فان تجربة المسلسل الديمقراطي علمتنا ان من انحرف عن قناعته اثر ضغوط هاؤلاء المتاجرين بالبشر يفقد الي الابد مصداقية شخصيته ويصبح مثالا سيئا لقومه. والأمثلة كثيرة. فمن بينها « سرقة » المسمي السعد من جانب بيرام . فتضاعفت قوة بيرام بعد السعد واصبح هذا الاخير دمية في ايادي من كان يعذبه و يعمل علي تدميره. فبيرام استمر في الخطاب الذي يمنحه القوة والسعد مات سياسيًا لانه انحرف عنه بطريقة غير مشرفة له. فخطأ السلطات يتمثل دائمآ في الاقتصار علي سرقة الافراد بدل سحب البساط من تحت اقدامهم اي في هذه الحالة العمل على انتزاع من بيرام الارضية التي خلقته وسبق ان خلقت آخرين قبله وستستمر في خلق امثاله في المستقبل ما دامت السلطات محاطة بمستفيدين يمنعونها من علاج سليم لهذه الوضعية التي ما فتأت تستفحل مع مرور الزمن.
احمد سالم المختار-شداد
مجموعة من طلائع شباب بلدية اتيشطيات